الإرجاء، قال الله عز وجل: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} [1] من هؤلاء؟ ثم قال أحمد: أليس الإيمان قولاً وعملاً؟ فقال الرجل: بلى، قال فجئنا بالعمل؟ قال: لا. قال: كيف نعيب أن تقول إن شاء الله وتستثني2؟
وعن الميموني أنه سأل أبا عبد الله عن قوله ورأيه في مزمن إن شاء الله. قال: أقول مؤمن إن شاء الله ومؤمن أرجو؛ لأنه لا يدري كيف أداؤه للأعمال على ما افترضت عليه أم لا[3].
وقال الإمام أحمد: "إنما نصير الاستثناء على العمل؛ لأن القول قد جئنا به"[4].
قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر طائفة من هذه النقول: "ومثل هذا كثير في كلام أحمد وأمثاله "[5].
وقال محمد بن حسين الآجري: ".. هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، عندهم إن الاستثناء في الأعمال، لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه لك، وبينه العلماء من قبلنا. روي في هذا سنن [1] سورة التوبة، الآية: 106.
2 رواه الخلال في السنة (3/ 597) ، وأبو داود في مسائله (ص 273) ، وبنحوه الآجري في الشريعة (ص 137) . [3] رواه الخلال في السنة (3/601) وذكره شيخ الإسلام الفتاوى (7/ 448) ، وانظر تعليق شيخ الإسلام عليه. [4] رواه عبد الله في السنة (1/308) . [5] الفتاوى (7/ 448) .