تقوية للاستثناء في الإيمان[1].
وقال المروذي قيل لأبي عبد الله إن استثنيت في إيماني أكن شاكاً؟ قال: لا[2].
وقال حماد بن زيد: "يسموننا الشكاك والله ما شككنا في ديننا قط، ولكن جاءت أشياء، أليس ذكر أن اليسير من الرياء شرك، فأينا لم يراء؟ "[3].
فبهذه النقول الجليلة والأقوال الجميلة يندفع عن أهل السنة والجماعة شناعة المشنعين من أهل البدع والأهواء بأنهم شكاك، وحاشاهم رحمهم الله، بل هم أهل دين وورع وعلم ويقين.
وبعد، فهذه وجوه أربعة من أجلها استثنى من استثنى من السلف في إيمانه وملخص هذه الوجوه ما ذكره شيخ الإسلام بقوله: "فإذا كان مقصوده - أي المستثنى في إيمانه - إني لا أعلم أني قائم بكل ما أوجب الله علي، وأنه يقبل أعمالي، ليس مقصوده الشك فيما في قلبه فهذا استثناؤه حسن، وقصده أن لا يزكي نفسه، وأن لا يقطع بأنه عمل عملاً كما أمر فقبل منه، والذنوب كثيرة والنفاق مخوف على عامة الناس"[4]. فجمع رحمه الله في كلمته هذه الجامعة الوجوه الأربعة التي كان ليحظها السلف عند استثنائهم في الإيمان.
وعلى كل فهذا ما كان يستثنى السلف لأجله في إيمانهم ولم يكن احد [1] رواه الآجري في الشريعة (ص 137) ، وذكره شيخ الإسلام في الفتاوى (7/254) [2] رواه ابن بطة في الإبانة (2/ 955) . [3] رواه عبد الله في السنة (1/347) . [4] الفتاوى (13/41) .