وقال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله يقول إذا قال أني مؤمن إن شاء الله ليس هو بشاك، قيل له: إن شاء الله ليس هو شكاً؟ قال معاذ الله أليس قد قال الله عز وجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} وفي علمه أنهم يدخلون، وصاحب القبر إذ قال: "عليه تبعث إن شاء الله"فأي شك ها هنا وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" [1].
وقال حرب بن إسماعيل سمعت أحمد يقول في التسليم على أهل القبور أنه قال: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"[2] قال: هذا حجة في الاستثناء في الإيمان؟ لأنه لابد من لحوقهم ليس فيه شك وقال الله عز وجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [3] وهذه حجة أيضاً لأنه لا بد داخلوه[4].
وقال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن الاستثناء في الإيمان ما تقول فيه؟ قال: أما أنا فلا أعيبه، قال أبو عبد الله إذا كان تقول أن الإيمان قول وعمل فاستثني مخافةً واحتياطاً، ليس كما يقولون على الشك، إنما يستثنى للعمل، قال الله عز وجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [5] فهذا استثناء بغير شك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله عز وجل" [6] قال: هذا كله [1] رواه ابن بطة في الإبانة (2/ 874) ، والآجري في الشريعة (ص 138) . [2] تقدم تخريجه قريباً. [3] سورة الفتح، الآية: 27. [4] رواه الخلال في السنة (3/ 595) . [5] سورة الفتح، الآية: 27. [6] تقدم تخريجه قريباً.