شيء عدمي، ومحل الوجودي ـ وهو الرجل البصير ـ صالح للعمى لأنه يمكن أن يصير الرجل البصير أعمى، وكذلك بالعكس، لأنه يمكن أن يصير الرجل البصير أعمى، وكذلك بالعكس، لأنه يمكن أن يصير الرجل الأعمى بصيراً.
11 ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (الوجه الثالث أن يقال: التقسيم الحاصر، وأن يقال: المتقابلان إما أن يختلف بالسلب والإيجاب ... ) .
أقول: حاصل هذا الكلام: أن المتقابلين إن كانا وجوديين أو كانا سلبيين (عدميين) أو كان أحدهما وجودياً والآخر سلبياً (عدمياً) .
فإن كانا وجوديين: فإن أمكن خلو المحل منهما.
فهما ضدان: نحو البياض والسواد، والحجر والشجر؛ لأنه يجوز أن يكون هذا اللون لا أبيض ولا أسود بل يكون أحمر ويكون هذا الشيء لا حجراً ولا شجراً بل يكون إنساناً.
وإن لم يمكن خلو المحل منهما، بل كانا بحيث لا يجوز اجتماعهما معاً، ولا نفيهما معاً فهما نقيضان عند أهل اللغة وأهل السنة وإن كانا وجوديين: كالوجود والإمكان والحدوث والقدم والدخول والخروج والاتصال والانفصال والمباينة والمماسة فهذه الأمور وإن كانت وجودية إيجابية ثبوتية، ولكن لا يمكن رفعهما معاً ولا إثباتهما معاً كالنقيضين عند المناطقة والمتكلمين والجهمية.
وإن كانا وجوديين أيضاً ولكن كان تصور أحدهما موقوفاً بتصور الآخر:
فهما متضائفان، نحو الابن والأب.
وإن كانا سلبيين: نحو اللا إنسان واللا حجر: فهذا النوع لا تسمية له عندهم، ولكن قد يكون بينهما تصادقاً.
نحو الكتاب فالكتاب لا إنسان ولا حجر.
وقد لا يكون ذلك، نحو الإنسان، فإنه لا يقال له: هذا لا إنسان