ولا حجر. بل يقال: إنسان ولا حجر، والحجر لا يقال له: هذا لا إنسان ولا حجر. بل يقال: حجر ولا إنسان.
وإما أن يكون أحدهما وجودياً والآخر سلبياً، بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان، فهما نقيضان أيضاً: نحو الإنسان واللا إنسان.
12 ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (الوجه السادس: أن يقال: هب أنه لا بد من العلم بالإمكان الخارجي ... )
قصد شيخ الإسلام: أنه لابد في باب اتصاف الله تعالى أن نعلم أن ثبوت الصفات له تعالى ممكن بالإمكان الخارجي أي ليس ذلك مجرد الإمكان الذهني فقط، بل يكون من الأمور الممكنة الواقعة في الخارج.
لأن إمكان الوصف لأي شيء لا يعلم إلا بثلاثة طرق:
1ـ إما أن يوجد ذلك الوصف لهذا الشيء في الخارج الواقع.
2ـ أو أن يوجد ذلك الوصف لنظير ذلك الشيء في الخارج الواقع.
3ـ أو أن يجيء ذلك الوصف لما هو أولى.
مثال ذلك صفة الكلام في الإنسان صفة كمال فإذا ثبت ذلك الوصف لمن هو أدنى، فإثباتهما لمن هو فوق أولى وذلك بالأدلة العقلية.
الحاصل: أن شيخ الإسلام يقول: إن صفة الكلام صفة خارجية توجد في الخارج عند الموصوفين بها. وذلك أن زيداً موصوف بهذه الصفة فعلمنا اتصافه بها لأجل المشاهدة، وكذا نرى أن عمراً أو بكراً أو خالداً موصوفون بذلك، فزيد أيضاً يتصف بذلك لأنه ممكن لأن زيداً من جنس عمر وكذا إذا نظرنا أن الطفل يتصف بهذا الوصف ويتكلم فالكبير يتصف بهذه الصفة بالطريق الأولى، فالإنسان إذا اتصف بصفة كمال فالله أولى أن يتصف بها؛ وهذا البرهان يسمى بقياس الأَوْلَى عند شيخ الإسلام؛ كما يسمى بدلالة النص عند الأصوليين.
ومثال ذلك: أن الله تعالى نهى عن "الأف" للوالدين؛ فالنهي عن شتمهما وضربهما بالطريق الأوْلَى.