نحن في ما يسمى بالعالم الشرقي -العالم الإسلامي- أخذنا هذه الفكرة دون أن ندرك ما الذي جعل الغربيين يدعون إليها ويؤمنون بها؟ ومن أين استقوا هذه الكلمة وكيف جاءتهم؟ نَحْنُ أخذناها من باب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لتتبعن أو لتركبن سنن من كَانَ قبلكم، حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) هذا الإِنسَان الأوروبي تمرد عَلَى دينه وعلماء دينه، فقَالَ: أنا حر فجئنا نَحْنُ لنقول: نَحْنُ أحرار وعلى من نتمرد وعلى أي دين؟ عَلَى دين الله -عَزَّ وَجَلَّ-. فالإِنسَان الغربي لم يأت بكلمة الحرية هذه إلا من الضغوط التي كَانَ يعاني منها، أما أنت أيها المسلم فالله -عَزَّ وَجَلَّ- أنعم عليك وأنقذك بهذا الدين وبعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعلمك وعلم شعوب الأرض حقيقة الحرية فأنت الذي تُعلِّم جميع شعوب العالم الحرية، فأنت الحر الوحيد في هذا الكون لعبوديتك لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ولو خرجت عنها لوقعت في الذل، لأن الإِنسَان إذا لم يعبد الله -عَزَّ وَجَلَّ- يعبد الشيطان كما قال الخليل -عَلَيْهِ السَّلام- يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ [مريم:44] ويقول الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في الشيطان أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [يّس:60] فإذا عصيت الله عَزَّ وَجَلَّ، فقد وقعت في عبودية الشيطان.
قَالَ المُصنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ-:
[والطريقة المشهورة عند أهل الكلام والنظر، تقرير نبوة الأَنْبِيَاء بالمعجزات، لكن كثير منهم لايعرف نبوة الأَنْبِيَاء إلا بالمعجزات، وقرروا ذلك بطرق مضطربة، والتزم كثير منهم إنكار خرق العادات لغير الأنبياء، حتى أنكروا كرامات الأولياء والسحر، ونحو ذلك ولا ريب أن المعجزات دليل صحيح، لكن الدليل غير محصور في المعجزات]
الشرح: