نام کتاب : شرح العقيدة السفارينية نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 548
حين انطلاقه ليضرب مسترق السمع، ويكون في هذا إشارة إلى حماية الله تعالى للوحي الذي نزل على محمد، وهذا المعنى أصح.
قال تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (النجم: 1) (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) (النجم: 2) ضل: أي خالف الحق عن جهل، وغوى: أي خالف الحق عن عمد، وصاحبكم: هو النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما عدل عن قوله ما ضل محمد أو ما ضل النبي إلى قوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم: 3) لإقامة الحجة عليهم وعلى بلاهتهم، كأنما يقول: ما ضل هذا الرجل الذي تعرفونه، وهو صاحبكم؛ نشأ بينكم وعرفتم صدقه وأمانته، والصاحب أعلم الناس بصاحبه، فقد يعلم الصاحب من صاحبه ما لا يعلمه القريب من قريبه. فهذا صاحبكم. فكيف تقولون إنه ضل؟!
ثم قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم: 3) ، ولم يقل: ما ينطق بالهوى؛ أي ما ينطق بالهوى الذي يريد، بل قال تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم: 3) يعني لا ينطق نطقاً صادراً عن هواه، وإنما ينطق نطقاً صادراً عن وحي، أو عن اجتهاد أراد به المصلحة لا لمجرد الهوى، والفرق بينهما عظيم.
ولهذا قال: (إِنْ هُوَ) (النجم: الآية4)) أي نطقه (إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم: الآية4) ، والمراد بالضمير في قوله: (إِنْ هُوَ) (النجم: الآية4) القرآن خاصة، وقوله: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم: 5) ، وهو جبريل، والذي علمه جبريل هو القرآن: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم: 5) (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم: 6) مرة: يعني هيئة حسنة. فوصفه بالقوة والحسن والجمال والبهاء، وإذا اجتمعت القوة والحسن والبهاء والجمال فذلك هو الكمال.
ثم وصفه بوصف ثالث وهو علو المنزلة، فقال تعالى: (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)
نام کتاب : شرح العقيدة السفارينية نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 548