والمراد بالعرش في هذه الآيات عرش الرحمن، وهو سرير وهو مخلوق، وهو أعلى المخلوقات وأعظم المخلوقات، ولا يقدر قدره إلا الله، ولا يحيط العباد بعظمة هذا العرش، وقد وصف الله العرش بأنه عظيم وكريم ومجيد في مواضع من القرآن فيها ذكر العرش، ومنها هذه الآيات التي يخبر الله فيها عن استوائه على العرش، ففي سورة الأعراف: {إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [1] ومثلها في سورة يونس، وفي سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [2] في سورة الفرقان: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) } [3] .
في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [4] وآخرها في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [5] .
{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [6] معناه كما جاء ذلك عن السلف معناه علا وارتفع واستقر على العرش، استوى على العرش استواء يليق به، ويخصه، لا يشبه استواء المخلوق، المخلوق يوصف بالاستواء على غيره؟ نعم. {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ} [7] . [1] - سورة الأعراف آية: 54. [2] - سورة الرعد آية: 2. [3] - سورة الفرقان آية: 59. [4] - سورة السجدة آية: 4. [5] - سورة الحديد آية: 4. [6] - سورة الأعراف آية: 54. [7] - سورة الزخرف آية: 13.