responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر البراك    جلد : 1  صفحه : 128
ونلاحظ أن الآية الأولى، وهي آية طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) } [1] فيها الإخبار بأنه استوى على العرش، لكن متى؟ الله أعلم لم يبين لما تدل الآية على ترتيب هذا الاستواء أو وقت لهذا الاستواء الرحمن على العرش استوى، فيها إثبات الاستواء على العرش، لكن سائر الآيات فيها ذكر خلق السماوات والأرض، وعطف الاستواء على ذلك بحرف "ثم" {إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى} [2] .
فهي تدل على أن استواءه على العرش بعدما خلق السماوات والأرض. وهذا في كل الآيات الست {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [3] استواء الله مخصوص بالعرش، لا يقال: إنه استوى -تعالى- على السماء، فضلا أن يقال: استوى على الأرض، بل استوى على العرش، العرش الذي هو سقف المخلوقات، فهو أعلى المخلوقات وأعظم المخلوقات، فالله تعالى فوق ذلك فوق جميع المخلوقات، يلزم من علوه واستوائه على العرش علوه فوق جميع المخلوقات.
وأهل السنة مجمعون على إثبات هذه الصفة، وأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة هذه الطوائف الرئيسة، ومن دخل مدخلهم كالرافضة؛ لأن الرافضة اتبعوا صاروا معتزلة، وكذلك الزيدية الذين دخلت عليهم أصول المعتزلة، الكل ينفون صفات الرب والاستواء.
من ذلك ينفون حقيقة الاستواء عن الله، ومنهم من ينفي حقيقة العرش أيضا، ويقول: المراد بالعرش الملك، استوى على العرش يعني: استولى على الملك، فيفسرون الاستواء بالاستيلاء والعرش بالملك، وقد يكتفي بعضهم بتأويل الاستواء بتأويله إلى الاستيلاء بصرف لفظ الاستواء إلى الاستيلاء، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه.

[1] - سورة طه آية: 5.
[2] - سورة الأعراف آية: 54.
[3] - سورة الأعراف آية: 54.
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر البراك    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست