فالمعية الخاصة تتضمن ما تتضمنه المعية العامة وزيادة، فالمعية إذن في كتاب الله يعني: المعية المناطة بالله نوعان: معية عامة، ومقتضاها العلم والسمع والبصر، ومعية خاصة، ومقتضاها الخاص يعني: الحفظ والنصر والتأييد والعناية والرعاية منه -سبحانه وتعالى- لأوليائه.
إذن المعية العامة، عامة للبر والفاجر، وأما الخاصة، فهي خاصة بالمؤمنين المتقين المحسنين والصابرين والمرسلين وهكذا.
وأهل السنة والجماعة يثبتون المعية له -تعالى- على ما يليق به، ويؤمنون بأنه لا منافاة بين علوه ومعيته، لا منافاة بينهما، فهو عال في دنوه، قريب في علوه، لا منافاة بين النصوص الدالة على علوه وبين النصوص الدالة على قربه ومعيته -سبحانه وتعالى- لا منافاة بينها.
وأهل الضلال يعارضون بينها، ولاحظوا كيف حرفوا نصوص العلو وحملوا نصوص المعية على ظاهرها عندهم، وليس ما فهموه هو ظاهرها، كلا، لكنهم فهموا نصوص المعية، وحملوها على ظاهرها عند ذي الفهم السقيم والذهن الجاف الجامد {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [1] معكم يعني: مخالط لكم، ومعكم في غرفكم وحجركم، يعني: تحت سقفها، تحويه هذه الأماكن؟ تعالى الله عن ذلك علو كبيرا، هو مع عباده أين ما كانوا، لا يخفى عليه من أحوالهم خافية، علم الله في كل مكان، الله -تعالى- فوق مخلوقاته وعلمه في كل مكان، علمه محيط بكل شيء، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) } [2] .
إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-
وقوله -تعالى-: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) } [3] . [1] - سورة الحديد آية: 4. [2] - سورة الطلاق آية: 12. [3] - سورة النساء آية: 87.