وكذلك -سبحانه وتعالى- ينادي في المستقبل، متى ينادي؟ يوم القيامة، ينادي المشركين توبيخا لهم {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) } [1] ويخاطب الرسل {* يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) } ([2]) " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ".
فالله -تعالى- إذن لم يزل ولا يزال متكلما، إذا شاء بما شاء، وكيف شاء، ويكلم من شاء من عباده من ملائكته ورسله وعباده وسائر الخلق، يكلم من شاء -سبحانه وتعالى- ومن كلامه الكتب، ومنها القرآن، فالقرآن كلام الله {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [3] لكن كلام الله، هو كلام الله غير مخلوق، القرآن كلام الله هو كلام الله محفوظا في الصدور، ومسموعا بالآذان ومقروءا بالألسنة، ومكتوبا في المصاحف كله كلام الله، لكن كلام الله يسمع ممن؟ يسمع من القارئ، فقوله -تعالى-: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [4] يسمعه إما من الرسول، أو من بعض المؤمنين {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [5] . [1] - سورة القصص آية: 62. [2] - سورة المائدة آية: 109. [3] - سورة التوبة آية: 6. [4] - سورة التوبة آية: 6. [5] - سورة التوبة آية: 6.