والمعية -معية المخلوق للمخلوق- نعم، هل تقتضي اختلاطا، حلولا؟ لا، المثال: هذا القمر، فوق حيث شاء -سبحانه وتعالى-، بعيد، وهو يقال: إنه معنا مع المسافر وغير المسافر وهو في مكانه. إذن معية المخلوق للمخلوق لا تقتضي اختلاطا، فكيف بمعية الخالق، كيف بمعية الخلق للمخلوق؟! .
يجب أن يعلم أن ما وصف الله به نفسه من علوه ومعيته فوقيته ومعيته أن كل ذلك حق على عبده حقيقته.
حقيقة الله مستو على عرشه الحقيقة عالم على خلقه الحقيقة وهو معنا حقيقة، وليس في قولنا: هو إنه معنا حقيقة ما يتضمن الحلول، هو معنا حقيقة على ما ينوط يليق به ويناسبه ويختص به فهو حق على حقيقته، يقول الشيخ: لا يحتاج إلى تحرير تحريف وصرف له عن ظاهره أبدا. الله معنا نعم. هو معنا نفسه معنا هو فوق سماواته مستو على عرشه، وهو سبحانه معنا يرانا يسمعنا، علمه محيط بنا {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [1] . [1] - سورة المجادلة آية: 7.