فالله -تعالى- موصوف بالعلو والفوقية كما أنه موصوف بالقرب وبالمعية، وكل من هذه المعاني ثابت بالنصوص من الكتاب والسنة ولا منافاة بين علوه وفوقيته وقربه ومعيته، لا منافاة كما ترون، هو -سبحانه وتعالى- فوق جميع المخلوقات مستو على عرشه، وفي نفس الوقت هو مع عباده وهو قريب من الداعين والعابدين {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [1] إذن فالله -تعالى- موصوف بهذا كله ولا منافاة بين هذه الصفات فهو -تعالى- علي في دنوه مع أنه قريب هو علي، وقريب في علوه مع أنه علي هو قريب، لا منافاة بين علوه وقربه، علوه ومعيته، لا منافاة بين علوه وفوقيته وقربه ومعيته، بل هو -سبحانه وتعالى- عال في دنوه قريب في علوه.
في هذا الفصل. كمل. أضاف إليه مسألة القرب والكلام فيها مع العلو يعني يشبه الكلام في المعية مع العلو والله المستعان. طيب إذن اقرأ الفصل الثالث بعد موضوع الكلام.
فصل في وجوب الإيمان برؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ومواضع الرؤية
فصل: وقد دخل أيضا فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله الإيمان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، يرونه -سبحانه- وهم في عرصات القيامة، ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله -تعالى-. [1] - سورة البقرة آية: 186.