يقول الشيخ: "فصل: ومن الإيمان باليوم الآخر" الإيمان باليوم الآخر هو أحد أصول الإيمان الستة التي فسر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان، وهو الأصل الخامس الإيمان باليوم الآخر، أو بتعبير آخر الإيمان بالبعث بعد الموت، والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه أشياء كثيرة مما جاءت به النصوص، فيدخل في الإيمان باليوم الآخر كل ما أخبر الله به في كتابه أو أخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت، كل ما يكون بعد الموت ويجري للإنسان بعد الموت فإنه داخل في اليوم الآخر والإيمان به من الإيمان باليوم الآخر، إذن الإيمان باليوم الآخر لا يختص بالبعث وما بعده بل يتناول ما يكون قبل ذلك.
إن الدور ثلاث: دار الدنيا وهي دار العمل ودار البرزخ والدار الآخرة، ودار البرزخ والدار الآخرة كلاهما دار جزاء، كلاهما دار جزاء، وعلى هذا فيجب الإيمان بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة من فتنة القبر وعذاب القبر ونعيم القبر وما يكون بعد ذلك من القيامة الكبرى، فإن القيامة قيامتان: قيامة صغرى: وهي الموت الذي يكون به الانتقال من دار الدنيا إلى دار البرزخ؛ فهذه قيامة صغرى.
وأما القيامة الكبرى: فهي التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله وأجمع عليها المسلمون.