إنه تعالى يبعث الأموات من قبورهم {وَأَن اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ [7] } [1] {وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَن اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القبور} [2] فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه أحوال من أحوال دار البرزخ، البرزخ يعني الحاجز بين الدنيا وبين القيامة الكبرى أو الدار الآخرة اسمه البرزخ {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) } [3] وهو ما بين الموت إلى البعث هذه دار البرزخ، فيجب الإيمان بما دل عليه القرآن ودلت عليه السنة المتواترة من فتنة القبر وعذاب القبر، الفتنة إنها الابتلاء، والمراد بفتنة القبر هو السؤال سؤال منكر ونكير للميت؛ سؤال الملكين للميت، " فإن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فيقعدانه ويسألانه يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد وأما الكافر فيتلجلج ويحار ويجيب بالحيرة يقول: هاه لا أدري فـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} ([4]) " كما قال ذلك -سبحانه وتعالى- في كتابه، فهذه الآية فسرت التثبيت في الآخرة فسر بالتثبيت في القبر {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا} [5] {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [6] بالاستقامة على الإسلام حتى الموت {وَفِي الْآَخِرَةِ} [7] بالتثبيت عند فتنة القبر. [1] - سورة الحج آية: 7. [2] - سورة الحج آية: 7. [3] - سورة المؤمنون آية: 100. [4] - سورة إبراهيم آية: 27. [5] - سورة إبراهيم آية: 27. [6] - سورة البقرة آية: 85. [7] - سورة البقرة آية: 201.