كما أنهم يصلون الجماعات يحافظون على الجماعات: صلاة الجماعة، الجماعات: صلاة الجماعة التي استخف بها كثير من المسلمين، والنصوص من الكتاب والسنة الدالة على وجوبها، على عظيم فضلها كثيرة مشهورة مذكورة ويعتقدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - " المؤمن للمؤمن كالبينان يشد بعضه بعضًا " يعني: يؤمنون بالرابطة الإسلامية، هذه الرابطة التي قد وهنت في نفوس كثير من المسلمين.
وهذه الرابطة تعني: الشعور بآلام وآمال المسلمين " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ".
وجماع هذا قوله سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [1] هذه الأخوة لها حق تقتضي المحبة والمواساة، والمشاركة في الآلام والآمال، وما يكون من اختلاف وطن يعني: المؤمنون إخوة، وإن اختلفت أوطانهم، وتباعدت، واختلفت أنسابهم فلا يجوز الولاء والبراء على أساس الأرض، والله هذا سعودي، هذا مصري، هذا يمني، لا، يجب أن يكون أساس الولاء هو الحب في الله والبغض في الله.
والروابط الجاهلية الآن هي التي يُشَاد بها وتُذْكَر ويُنَوَّهُ عنها، ويتعلق بها الناس، ويتعاملون على أساسها التعامل بين أكثر الناس على أساس الروابط الجاهلية التراب الوطن، الوطنية، لا. العلاقة يجب أن تكون العلاقة التي يبنى عليها الولاء والبراء والحب والبغض هو الدين، فتحب المؤمنين ممن كانوا، وأين كانوا؟ وتبغض الكافرين ممن كانوا وأين كانوا؟ {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [2] ولو كان أقرب قريب {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [3] الآية. [1] - سورة الحجرات آية: 10. [2] - سورة المجادلة آية: 22. [3] - سورة المجادلة آية: 22.