ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - " أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا " ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.
ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين، وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء، والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفسافها.
وهذه الجملة هي نوع تفصيل لما تقدم من أن طريقة أهل السنة الأمر بالمعروف أو أن من طريقتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالمعروف اسم جامع لكل ما أمر الله به من الواجبات أو المستحبات فيأمرون بالواجبات على وجه الإلزام، ويأمرون بالمستحبات على وجه الندب والترغيب.
فمن ذلك أنهم يأمرون بالصبر عند البلاء، يأمرون بالصبر على المصائب والأقدار المؤلمة؛ لأن هذا الذي أمر الله به، الله أمر عباده بالصبر {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) } [1] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) } [2] الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء يأمرون بذلك {إِن فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) } [3] .
فالله أثنى على الصابرين والشاكرين في كتابه، أثنى على الصابرين والشاكرين، وهذا شأن المؤمن " عجبًا لأمر المؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له. إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ". [1] - سورة الأنفال آية: 46. [2] - سورة آل عمران آية: 146. [3] - سورة إبراهيم آية: 5.