فهذه الطائفة مستمرة إلى أن يأتي أمر الله -تبارك وتعالى- ويأتي الأجل الذي قدَّره الله لبقاء هذا الدين وبقاء حملته، فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم بمَنِّه وكرمه من هذه الطائفة، وأن يثبتنا على دينه، وأن يرزقنا الاستقامة على الحق، وأن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، ونسأله تعالى أن يعصمنا وإياكم من مضلات الفتن، ما ظهر منها، وما بطن، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله والحمد لله رب العالمين.
نعم، هذا الذي يظهر لي؛ لأن مَن يَصْدُق عليه أنه من أهل السنة فيهم العصاة والظالمون لأنفسهم، وهذا لا يخرجهم لا يجعلهم من أهل البدع؛ لأن أهل السنة هذا الاسم يتناول من يسير على هذه الأصول؛ وأهل السنة على مراتب؛ هذا هو الذي يظهر لي؛ فالفرقة الناجية المنصورة لا ريب أن هؤلاء هم المستمسكون بالإسلام المحض؛ كما قال الشيخ مستمسكون بالإسلام المحض؛ وأهل السنة والجماعة يعني: بالمفهوم التام هم كذلك المتمسكون بالإسلام المحض علمًا وعملاً ظاهرًا وباطنًا.
لكن أهل السنة يدخل فيهم من يكون ظالمًا لنفسه ببعض المعاصي، ولو كان ارتكاب بعض المعاصي يخرج من هذا المفهوم لكان كثير ممن يُنْسَبون ويُعْرَفون بأهل السنة كثير منهم ليسوا من أهل السنة والجماعة.
إذن ماذا يكونون؟ فعندي أن أهل السنة والجماعة اللفظ مع الفرقة الناجية والمنصورة، وما بينهما من الفرق كما بين الإسلام والإيمان على ما هو معروف أن الإسلام يعني أوسع دائرة هذا المعنى، الإسلام تجده يشمل يتناول مختلف القضايا، أوسع دائرة، فكل من كان على اعتقاد أهل السنة في التأصيل يعني: من حيث الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر.
ويؤمن بأسماء الله وصفاته على ما تقدم، ويؤمن بالقدر على ما هو مقرر، وكذلك في الإيمان، وفي أصحاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- وفي المسائل الخمس فهو من أهل السنة، نعم.