ويوصف بالإرادة {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ} [1] وليست إرادته كإرادة المخلوق، ولا حبه كحب المخلوق، ولا رضاه كرضاه، بل هذه الصفات تثبت له -تعالى- على ما يناسبه ويليق به، أهل السنة والجماعة يثبتونها على حقيقتها، يثبتون هذه الصفات لله على حقيقتها اللائقة به سبحانه، وخالفهم في ذلك المعطلة والمشبهة.
فأما المشبهة فيثبتون هذه الصفات، ويجعلونها مثل صفات المخلوقين، يقول أحدهم: له سمع كسمعي، وبصر كبصري يعني: وحب كحبي، ورضا كرضاي ورحمة كرحمتي وهكذا.
وأما المعطل فينفي حقائق هذه الصفات، فالجهمية مثلاً وكذلك المعتزلة ومن تبعهم لا يثبتون شيئا من هذه الصفات، لكن منهم من يفسرها، ومنهم من يمسك ويفوض معاني هذه النصوص، فأما الذين يفسرونها فيعرفون ويسمون أهل التأويل، فيفسرون الرحمة والمحبة ويفسرون مثلاً الرضا، بل والغضب وغير ذلك، يفسرونه بالإرادة، يفسرون هذه الصفات بالإرادة إرادة الثواب، أو إرادة الانتقام، فالرحمة والمحبة والرضا يفسرونها بإرادة الثواب.
والغضب والسخط والمقت يفسرونه بإرادة العقاب، وهنا من تحريف الكلم عن مواضعه، بل الله -تعالى- رحيم برحمة، ويحب حقيقة، ويرضى حقيقة، ويغضب ويسخط حقيقة، ولكن كل ذلك بلا كيف، كل ذلك على ما يليق به ويناسبه ويختص به، هذا هو المنهج الذي عليه أهل السنة والجماعة.
فمذهب أهل السنة والجماعة في باب الصفات يقوم على ثلاثة أصول: الإثبات: إثبات ما أخبر الله -تعالى- به عن نفسه، وأخبر به عنه رسوله، ونفي التمثيل ونفي العلم بالكيفية، ونفي العلم بالكيفية، هذه أصول مستمرة في جميع ما جاء في النصوص. [1] - سورة الأنفال آية: 67.