ويناسب هنا أن أنبه إلى أن الإرادة المضافة لله، الإرادة التي تضاف لله نوعان: إرادة كونية، وإرادة شرعية، فأما الإرادة الكونية فهي بمعنى المشيئة، ولا تستلزم المحبة، ليس كل ما شاءه الله وأراده من الإرادة الكونية يكون محبوبا له.
والإرادة الأخرى، النوع الثاني الإرادة الشرعية وهي تتضمن المحبة، إذن الإرادة نوعان: إرادة كونية وإرادة شرعية، فمن شواهد الإرادة الكونية قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [1] إرادة كونية.
ومنها ومن شواهد الإرادة الشرعية قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [2] {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [3] .
ويفرق العلماء بين الإرادتين من وجوه:
أولاً: أن الإرادة الكونية عامة، فجميع الوجود مراد لله، وواقع بمشيئته، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فليس في الوجود، لا يقع في الوجود إلا ما شاء سبحانه وتعالى، ولا يكون إلا ما يريد أبداً، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالذي وقع نقول فيه: شاءه الله، وما لم يقع ما ندري عنه.
نقول: إن شاء الله يعني: ما فعلته اليوم، أو أمس هل شاءه الله؟ . نعم شاءه، لكن ما تنوي فعله غداً ما ندري عنه، فإن وقع علمنا أن الله قد شاءه، وإذا لم يقع علمنا أن الله لم يشأه. [1] - سورة الأنعام آية: 125. [2] - سورة البقرة آية: 185. [3] - سورة النساء آية: 26.