ومن استدراجه تعالى بهم، ومكره بهم أنه يفتح عليهم أبواب الخير، ويعطيهم مما يحبون من شهوات الدنيا، وقد أعد لهم العقاب {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} [1] فهذا من صور الاستدراج.
ومن صور المكر {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} [2] قال - صلى الله عليه وسلم - " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " يملي الإملاء هذا من المكر، أعوذ بالله، نعوذ بالله من مكر الله، والمقت هو أشد الجور {لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [3] فهو تعالى يمقت الكافرين، يبغضهم أشد البغض؛ لأنهم أعداؤه وأعداء رسله، كفروا به وجحدوا آياته، جحدوا الآيات، وكذَّبوا الرسل، فعاقبهم الله بالمكر واستدراجهم وكيدهم.
ومن الصفات كذلك التي أورد الله لها شواهد من القرآن، يمكن مثل العزة، قال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) } [4] وقال عن إبليس: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) } [5] فهو تعالى موصوف بالعزة، ومن أسمائه العزيز {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [4] } [6] وفي مواضع كثيرة، {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) } [7] فهو موصوف بالعزة والرحمة. [1] - سورة الأنعام آية: 44. [2] - سورة آل عمران آية: 178. [3] - سورة غافر آية: 10. [4] - سورة الصافات آية: 180. [5] - سورة ص آية: 82. [6] - سورة إبراهيم آية: 4. [7] - سورة الدخان آية: 42.