س: حول هذا يا شيخ، حول استدارة الأرض يقول: ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في استدارة الأرض، وهل هذا منافي للعقيدة السليمة؛ لأن بعضهم قال: إذا أشرت إلى السماء مثلا في مكان ما، فهذا معاكس لمن يشير السماء في النقطة المقابلة؟ .
ج: هذا أمر العالم، وشأن الرب -سبحانه وتعالى- العالم كله في جانب عظمة الرب في غاية من الصفر، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [1] والذي يحب يقرأ في هذه المسألة يقرأ الرسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه سئل هذا السؤال وكتب فيه الرسالة المعروفة بالعرشية أو المعروفة بعرش الرحمن، والناس يتصورون أن من كان في الجهة الأخرى من الأرض أنهم تحتنا لا هم فوق الأرض، فالجسم الكروي -هكذا يقول العلماء- الجسم الكروي ليس له إلا جهتان: علو وسفل، فالسطح هو العلو، والمركز الوسط هو السفل وهذا لا يتحمل أكثر من هذه الإشارة.
كنا انتهينا بالأمس إلى ذكر صفة العلو والاستواء، وقلت: إنه يتصل بهذا الكلام في صفة المعية، فالمعية لله -تعالى- قد جاءت فيها آيات كثيرة، منها قوله -سبحانه وتعالى- {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [2] قال سبحانه وتعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [3] . [1] - سورة الزمر آية: 67. [2] - سورة الحديد آية: 4. [3] - سورة المجادلة آية: 7.