وأما المعية الخاصة، فإنها تتضمن النصر والتأييد والحفظ {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) } [1] هو معهم -سبحانه وتعالى- يحفظهم، ينصرهم، يؤيدهم، فلهم معية خاصة، أولياؤه هو معهم معية خاصة، ومن ذلك قوله -تعالى- لموسى وهارون: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [2] والمعية الخاصة تتضمن مع ما تتضمنه المعية العامة وزيادة، يعني: تتضمن العلم والسمع والبصر، وتتضمن -أيضا- أو تقتضي الحفظ والتأييد والنصر، فقوله -تعالى- {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [3] يسمع ما يقولان، وما يقال لهما، ويرى أعمال الفريقين {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [4] وفي هذا تثبيت لموسى وهارون، تثبيت لهما، فإذا علما أن الله معهما لن يخافا من الطاغية فرعون؛ لأن الله قال لهما ذلك لما قالا: {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [5] .
وهكذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبى بكر لما قال له: والله لو نظروا إلى أقدامهم لأبصرونا، يعني: الطلب لما كانا في الغار مختفيين، وجاء الطلب عند باب الغار أعمى أبصارهم وصرفهم وقال أبو بكر: لو نظروا إلى أقدامهم لأبصرونا، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وقال له ما قال سبحانه ما قاله -سبحانه وتعالى- عن نبيه: {لَا تَحْزَنْ إِن اللَّهَ مَعَنَا} [6] . [1] - سورة النحل آية: 128. [2] - سورة طه آية: 46. [3] - سورة طه آية: 46. [4] - سورة طه آية: 46. [5] - سورة طه آية: 45-46. [6] - سورة التوبة آية: 40.