القرب -أيضا- القرب: فالله وصف نفسه بالقرب، إن الله قريب {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [1] إن ربى سميع قريب، {إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) } [2] فكل ما وصف الله به نفسه حق ولا تناقض، ولا اختلاف، فهو -تعالى- عال فوق مخلوقاته بائن من خلقه، ليس في ذاته صفة من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته صفة من ذاته، مستو على عرشه، وهو مع ذلك قريب من عابديه وداعيه، وهو مع عباده أينما كانوا، وهو مع أوليائه الصالحين وعباده الصالحين.
وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية فصلا -أيضا- آخر، نبه فيه إلى أن الله -تعالى- موصوف بهذا وهذا، فهو قريب في علوه هكذا يقول، قريب في علوه، علي في دنوه، وقد -يعني- أشرت إلى ما تضمنه هذان الفصلان؛ لارتباطهما -يعني- بالآيات التي أوردها الشيخ ضمن الشواهد القرآنية، الدالة على صفاته تعالى.
فذكر في ضمن الشواهد الآيات الدالة على علوه والآيات الدالة على المعية، ثم عقد فصلين ضمنهما بيان أنه لا منافاة بين هذه النصوص، لا منافاة بين إثبات العلو والاستواء، وإثبات العلو والقرب، ولعل أحدكم يقرأ لنا الفصلين؛ لأن عبارات الشيخ رصينة ومتينة، وإن احتاج المقام إلى -يعني- إيضاح شيء من عباراته، يحصل إن شاء الله.
الفصل الثاني: بعد قوله: فصل: السنة. نعم. ومن الإيمان بالله وكتبه الإيمان قبله.
(هذا ما توفر لدينا من الشرح.......) [1] - سورة البقرة آية: 186. [2] - سورة سبأ آية: 50.