ومن الدعاء الذي أثنى الله به على مَن وفَّقه وذكره عن بعض أنبيائه: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) } [1] فجزى الله القائمين على هذه الدورة وهذه البرامج المباركة، وجزى الله المشاركين فيها، جزى الله الجميع خيرًا، وإنَّ مِن أهم ما نتواصى به في هذه المناسبة أن نجتهد في إخلاص العمل، فإنَّ إخلاص العمل هو أساس صلاحه {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) } [2] فالعمل الصالح منه طلب العلم يقوم على أصلين: الإخلاص فيه لله، والمتابعة فيه للرسول -عليه الصلاة والسلام-.
فالعمل الصالح هو ما تحقق فيه هذان الأمران، فالأول هو مقتضى شهادة: أن لا إله إلا الله، والثاني هو مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله.
فإخلاص العمل هو أساس صلاحه، وبه يصير العمل عبادة لله، وتعلُّم العلم هو مِن العمل الصالح ومن العبادة لله -سبحانه وتعالى- وتعلُّم العلم هو الذي تنبني عليه سائر الأعمال؛ فإنَّ الأعمال الشرعية لا تستقيم ولا تصح ولا تصلح إلا بالعلم، لا بد أن تكون مبنية على العلم، فالعلم ضروري لتصحيح الاعتقادات وتصحيح الأعمال، وهذه هي النعمة العظيمة التي فضَّل بها -سبحانه وتعالى- من شاء مِن عباده، وهي نعمة العلم والعمل العلم النافع والعمل الصالح. [1] - سورة الأحقاف آية: 15. [2] - سورة البينة آية: 5.