وقالوا: الرحمة من الله رحمة بالإنعام والإحسان على عباده، أو أن المراد به الرحمة برحمته -تعالى- هو ما يخلقه -تعالى- من النعم التي ينعم الله بها على عباده نعم، الواقع أن هناك رحمة هي مخلوقة لكن هذا غير صفة الرحمة التي هي صفة الرب -تعالى-، فالرحمة تضاف إلى الله صفة له كما في هذه الآيات: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [1] {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [2] {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) } [3] {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) } [4] .
وهذه الرحمة هي الصفة التي هي صفة الرب قائمة به، رحمة صفة قائمة به كعلم، وسمعه، أما الرحمة المخلوقة فأضافتها إليه كإضافة المخلوق إلى خالقه كما في الحديث الصحيح " إن الله خَلَق مائة رحمة أنزل منها واحدة وجعلها بين العباد يتراحمون بها وجعل عنده تسعًا وتسعين " ويوم القيامة يتممها مائة ويجعلها كلها في الجنة يرحم بها عباده المؤمنين والجنة هي رحمة -سبحانه وتعالى-: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) } [5] تقول: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ} [6] هذا توسل إلى الله هذه صفة {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) } [7] {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ} [8] . [1] - سورة الأعراف آية: 156. [2] - سورة غافر آية: 7. [3] - سورة الأعراف آية: 151. [4] - سورة يوسف آية: 64. [5] - سورة آل عمران آية: 107. [6] - سورة النمل آية: 19. [7] - سورة النمل آية: 19. [8] - سورة الجاثية آية: 30.