[14] - ودليل الأحجار والأشجار قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:19-20] .
14- "ودليل الأحجار والأشجار ... إلخ" في هذه الآية دليل أن هناك من يعبد الأحجار والأشجار من المشركين.
فقوله: {أَفَرَأَيْتُمْ} هذا استفهام إنكار، أي: أخبروني، من باب استفهام الإنكار والتوبيخ.
{اللَّاتَ} –بتخفيف التاء-: اسم صنم في الطائف، وهو عبارة عن صخرة منقوشة، عليها بيت مبنيّ، وعليه ستائر، يضاهي الكعبة، وحوله ساحة، وعنده سدَنة، كانوا يعبدونها من دون الله – عز وجل، وهي لثقيف وما والاهم من القبائل، يفاخرون بها.
وقُرئ: {أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ} –بتشديد التاء- اسم فاعل من (لتَّ يَلُتُّ) ، وهو: رجل صالح كان يلتّ السويق ويُطعمه للحجاج، فلما مات بنوا على قبره بيتاً، وأرخو عليه الستائر، فصاروا يعبدونه من دون الله عز وجل، هذا هو اللات.
{وَالْعُزَّى} : شجرات من السَّلم في وادي نخلة بين مكّة والطائف، حولها بناء وستائر، وعندها سدَنة، فيها شياطين يكلّمون الناس، ويظن الجُهّال أن الذي يكلمهم هو نفس هذه الشجرات أو هذا البيت الذي بنوه مع أن الذي تكلِّمهم هي الشياطين لتضلهم عن سبيل الله، وكان هذا الصنم لقريش وأهل مكة ومن حولهم.
{وَمَنَاةَ} : في مكان يقع قريباً من جبل قُديد، بين مكة والمدينة، وكانت لخُزاعة والأوس والخزرج، وكانوا يُحرِمون من عندها بالحج، ويعبدونها من دون الله فهذه الأصنام الثلاث هي أكبر أصنام العرب. =