ملخص الشبهات وأجوبتها
هذه "الشبه" أجاب المصنف عنها بجواب مجمل، ومثل لذلك بآية {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] وأن الشفاعة حق، والأنبياء لهم جاه عند الله. ثم أجاب عن كل شبهة بجواب يخصها أو جوابين أو أكثر.
الشبهة الأولى: أن من أقر بتوحيد الربوبية -أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الأمر إلا الله- وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرًّا فضلاً عن عبد القادر أو غيره -وإنما قصد من الصالحين الجاه والشفاعة فليس بمشرك.
والجواب: أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت وإنما أرادوا مثل ما أردت.
الشبهة الثانية: قوله: إن الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام.
الجواب: أن الكفار منهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد الأولياء ومنهم من يدعو عيسى ابن مريم وأمه، ومنهم من يعبد الملائكة، ولا فرق بين المعبودات[1] فالكل شرك والكل مشركون، كفر الله من يعبد الأصنام وكفر من يعبد الصالحين والملائكة.
الشبهة الثالثة: أن طلب الشفاعة منهم ليس بشرك.
والجواب: أن هذا هو قول الكفار سواء بسواء {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ليس لهم قصد إلا شيء واحد وهو طلب الشفاعة من رب الجميع، وأنه كفرهم بذلك. [1] في أن شيئاً منها لا يصلح للإلهية.