فجَاوِبه بقولك إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبَّعون المتشابه، وما ذكرته لك من أن المشركين يُقرُّون بالربوبية وأن الله كفَّرهم بتعلُّقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عن ذلك بالجواب المجمل (إذا قال بعض المشركين: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [1]ِ) زعم أن الآية تدل على أنهم يدعون، يعني فيطلبون له، وأنهم أهل قرب ومنزلة وجاه وفضل، ومن كان كذلك فقد تأهل. أو شبَّه بـ (أن الشفاعة) التي ذكرت في النصوص (حق) وواقعةٌ، وإذا كانت حقاً فهي تُطلَب من الأموات ونحوهم، فيهتف باسمه ويقول: يا فلان، اشفع لي ... (أو أن الأنبياء لهم جاهٌ عند الله) فهم يسألون ويدعون ليسألوا لمن ليس له الجاه عنده (أو ذكر) المبطل المشبه (كلاماً للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره) يعني لا تفهم أنه يدل على مقصوده وتفهم وتعتقد أن هذه أمور باطلة.
(فجاوِبه بقولك إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم) ويعدلون عنه (ويتبعون المتشابه) ويميلون إليه ويستدلون به، وأمت تركت المحكم وهو قوله: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [2]ِ {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [3]ِ وعمدت إلى المتشابه {أَلا [1] سورة يونس، الآية: 62. [2] سورة الجن، الآية: 18. [3] سورة المؤمنون، الآية: 117.