نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 69
العقل المعيشي الذي يندرج به العبد بني الناس " [1] .
وبهذا السبيل كاد إبليس اللعين آدم عليه السلام؛ إذ زين له الأكل من الشجرة التي حرمها الله عليه، فما زال به يزعم له أن هذه هي شجرة الخلد، وأن الأكل منها يجعله خالداً في الجنة، أو ملكاً من الملائكة، حتى أطاعه، فخرج من الجنة.
وانظر إلى أولياء الشيطان اليوم كيف يستخدمون هذا السبيل في إضلال العباد.
فهذه الدعوات إلى الشيوعية والاشتراكية....، يزعمون أنها هي المذاهب التي تخلص البشرية من الحيرة والقلق والضياع والجوع، ... وهذه الدعوات التي تدعو إلى خروج المرأة كاسية عارية باسم الحرية، وتدعو إلى هذا التمثيل السخيف الذي تداس فيه الأعراض والأخلاق، وتنتهك فيه الحرمات باسم الفن.
وتلك الأفكار المسمومة التي تدعو إلى إيداع المال في البنوك بالربا؛ لتحقيق الأرباح باسم التنمية والربح الوفير.
وتلك الدعوات التي تزعم أن التمسك بالدين رجعية وجمود وتأخر، والتي تسم دعاة الإسلام بالجنون والعمالة لدول الشرق والغرب ... إلخ.
كل ذلك امتداد لسبيل الشيطان الذي كاد به آدم منذ عهد بعيد، وهو تزيين الباطل وتحسينه، وتقبيح الحق وتكريه الناس به: (تالله لقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فزيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم) [النحل: 63] .
وهو - والله - سبيل خطر؛ لأن الإنسان إذا زين له الباطل فرآه اندفع بكل قواه؛ لتحقيق ما يراه حقاً، وإن كان فيه هلاكه: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً - الَّذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُّنيا وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعاً) [الكهف: 103-104] .
وهؤلاء يندفعون لصدّ الناس عن دين الله ومحاربة أولياء الله، وهم [1] إغاثة اللهفان: 1/130.
نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 69