responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر    جلد : 1  صفحه : 72
وهذا الذي ذكرناه تكسيل وتثبيط من الشيطان بفعله، وقد يثبط الإنسان بالوسوسة، وسبيله في ذلك أن يحبب للإنسان الكسل، ويسوّف العمل، ويسند الأمر إلى طول الأمل، يقول ابن الجوزي في هذا: (كم قد خطر على قلب يهودي ونصراني حبّ الإسلام، فلا يزال إبليس يثبطه، ويقول: لا تعجل وتمهل النظر، فيسوفه حتى يموت على كفره، وكذلك يسوف العاصي بالتوبة، فيعجل له غرضه من الشهوات، ويمنيه الإنابة، كما قال الشاعر:
لا تعجل الذنب لما تشتهي ××× وتأمل التوبة من قابل
وكم من عازم على الجدّ سوفه! وكم ساع إلى مقام فضيلة ثَبّطه! فلربما عزم الفقيه على إعادة درسه، فقال: استرح ساعة، أو انتبه العابد في الليل يصلي، فقال له: عليك وقت، ولا يزال يحبب الكسل، ويسوف العمل، ويسند الأمر إلى طول الأمل.
فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم، والحزم تدارك الوقت، وترك التسويف، والإعراض عن الأمل، فإنّ المخوف لا يؤمن، والفوات لا يبعث، وسبب كل تقصير، أو ميل إلى شرّ طول الأمل، فإن الإنسان لا يزال يحدّث نفسه بالنزوع عن الشر، والإقبال على الخير، إلا أنه يَعِدُ نفسه بذلك، ولا ريب أنه من أمّل أن يمشي بالنهار سار سيراً فاتراً. ومن أمل أن يصبح عمل في الليل عملاً ضعيفاً، ومن صوّر الموت عاجلاً جدّ ...
وقال بعض السلف: أنذركم (سوف) ، فإنها أكبر جنود إبليس، ومثل العامل على الحزم والساكن لطول الأمل، كمثل قوم في سفر، فدخلوا قرية، فمضى الحازم، فاشترى ما يصلح لتمام سفره، وجلس متأهباً للرحيل، وقال المفرط: سأتأهب فربما أقمنا شهراً، فضرب بوق الرحيل في الحال، فاغتبط المحترز (المتوقي الحازم) ، وتحير الأَسِفُ المفرط.
فهذا مثل الناس في الدنيا، منهم المستعد المستيقظ، فإذا جاء ملك الموت لم يندم، ومنهم المغرور المسوّف يتجرع مرير الندم وقت الرحلة. فإذا كان في الطبع حب التواني

نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست