نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 71
ربما ترك العبد المأمورَ جملة.
وإن وجد عنده حذراً وجِدّاً، وتمشيراً ونهضة، وأيس أن يأخذه من هذا الباب، أمره بالاجتهاد الزائد، وسوّل له أن هذا لا يكفيك، وهمتك فوق هذا، وينبغي لك أن تزيد على العاملين، وأن لا ترقد إذا رقدوا، وأن لا تفطر إذا أفطروا، وأن لا تفتر إذا فتروا، وإذا غسل أحدهم يديه ووجهه ثلاث مرات، فاغسل أنت سبعاً، وإذا توضأ للصلاة، فاغتسل أنت لها، ونحو ذلك من الإفراط والتعدي، فيحمله على الغلو والمجاوزة، وتعدي الصراط المستقيم، كما يَحْمِلُ الأول على التقصير دونه وألا يقربه.
ومقصوده من الرجلين إخراجهما عن الصراط المستقيم: هذا بألا يقربه ولا يدنو منه، وهذا بأن يجاوزه ويتعداه، وقد فتن بهذا أكثر الخلق، ولا يُنْجي من ذلك إلا علم راسخ، وإيمان وقوة على محاربته، ولزوم الوسط. والله المستعان " [1] .
3- تثبيطه العباد عن العمل ورميهم بالتسويف والكسل:
وله في ذلك أساليب وطرق، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم (القافية: مؤخر الرأس) ، إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ، انحلت عقدة، فإن صلى، انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) [2] .
وفي البخاري ومسلم: (إذا استقظ أحدكم من منامه فتوضأ، فليستثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت على خيشومه) [3] .
وفي صحيح البخاري: أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر عنده رجل نام ليلة حتى أصبح، فقال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه) [4] . [1] الوابل الصيب: ص19. [2] رواه البخاري: 3/24. ورقمه: 1143. [3] صحيح البخاري: 6/339. ورقمه: 3295. ورواه مسلم: 1/213. ورقمه: 238، واللفظ للبخاري. [4] رواه البخاري: 3/28. ورقمه: 1144.
نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 71