نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 74
وقد روى وهب بن منبه هذه القصة الطريفة عن أهل الكتاب [1] ، نسوقها لنعلم أسلوباً من أساليب الشيطان في إضلاله العباد، وكي نحذر نصحه، ونخالفه فيما يدعونا إليه.
يقول وهب: " إن عابداً كان في بني إسرائيل، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان في زمانه ثلاثة إخوة، لهم أخت، وكانت بكراً، ليس لهم أخت غيرها، فخرج البعث على ثلاثتهم، فلم يدروا عند من يخلفون أختهم، ولا من يأمنونه عليها، ولا عند من يضعونها.
قال: فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل، وكان ثقة في أنفسهم، فأتوه فسألوه عن أن يخلفوها عنده، فتكون في كنفه وجواره إلى أن يرجعوا من غزاتهم، فأبى ذلك عليهم، وتعوذ بالله منهم ومن أختهم، قال: فلم يزالوا به حتى أطاعهم. فقال: أنزلوها في بيت حذاء صومعتي. فأنزلوها في ذلك البيت، ثم انطلقوا وتركوها.
فمكثت في جوار ذلك العابد زمناً ينزل إليها بالطعام من صومعته، فيضعه عند باب الصومعة، ثم يغلق بابه ويصعد إلى الصومعة، ثم يأمرها فتخرج من بيتها، فتأخذ ما وضع لها من الطعام، قال: فتلطف له الشيطان، فلم يزل يرغبه في الخير، ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهاراً، ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها، فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم أجراً. قال: فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها، ووضعه على باب بيتها، ولم يكلمها.
قال: فلبث على هذه الحال زماناً، ثم جاءَه إبليس فرغّبه في الخير والأجر وحضه عليه، وقال: لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك، فلم يزل به حتى مشى إليها بالطعام، ثم وضعه في بيتها، فلبث على ذلك زماناً. [1] هذه القصة وأمثالها من الإسرائليات لا تصدق ولا تكذب، ويجوز التحديث بها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) .
نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 74