نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 75
ثم جاءه إبليس فرغّبه في الخير وحضّه عليه، فقال: لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك، فإنها قد استوحشت وحشة شديدة، فلم يزل به حتى حدثها زماناً يطّلع إليها من فوق صومعته.
ثم أتاه إبليس بعد ذلك، فقال: لو كنت تتنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها، وتقعد هي على باب بيتها، فتحدثك كان آنس لها. فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه، وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها، فلبثا زماناً يتحدثان.
ثم جاءَه إبليس فرغبه في الأجر والثواب فيما يصنع بها، وقال: لو خرجت من باب صومعتك، ثم جلست قريباً من بيتها، فحدثتها كان آنس لها، فلم يزل به حتى فعل. فلبثا زمناً على ذلك.
ثم جاءه إبليس، فقال: لو دخلت البيت معها فحدثتها، ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك، فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها، نهارها كله، فإذا مضى النهار صعد صومعته.
ثم أتاه إبليس بعد ذلك، فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبلها، فلم يزل به إبليس يحسنها في عينه، ويسول له حتى وقع عليها، فأحبلها فولدت له غلاماً، فجاء إبليس فقال: أرأيت إن جاء إخوة الجارية، وقد ولدت منك فكيف تصنع؟ لا آمن عليك أن تفتضح أو يفضحوك، فاعمد إلى ابنها فاذبحه وادفنه، فإنها ستكتم ذلك عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها، ففعل.
فقال له: أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها، خذها واذبحها، وادفنها مع ابنها، فلم يزل به حتى ذبحها، وألقاها في الحفرة مع ابنها، وأطبق عليهما صخرة عظيمة، وسوّى عليهما، وصعد إلى صومعته يتعبد فيها، فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث، حتى أقبل إخوتها من الغزو، فجاؤوا فسألوه عنها، فنعاها لهم، وترحم عليها وبكاها. وقال: كانت خير امرأة، وهذا قبرها، فانظروا إليه. فأتى إخوتها القبر فبكوا أختهم، وترحموا
نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 75