نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 251
خاتمة النعم في الأنعام، فرغم تعدد منافع الأنعام في حياتهم فهي كذلك يؤكل لحمها وهو أعلى أنواع الأطعمة، وعليه اعتماد كبير في حياة الناس، بل إن شعوبًا كثيرة تعيش على الرعي والتجارة بالأنعام اللاحمة.
ومما سبق يتبين لنا أن هذه النعم الكثيرة في الأنعام تستحق الشكر لله والاعتراف بوحدانيته وإفراده بالعبادة وإخلاص الطاعة له، وهذا هو المقصود الأعظم من التركيز بهذه النعم الجليلة، لذلك نجد في الآيات دعوة لشكر الله وعدم اتباع خطوات الشيطان, يقول تعالى: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [1].
والحمل: كل ما يحمل عليه كالإبل والخيل والبغال والحمير، والفرش تطلق على الغنم لدنوه من الأرض, وقد تطلق على كل ما يؤكل ويحلب[2] - إن الله يدعونا للاستفادة من هذه الأنعام وعدم اتباع خطوات الشيطان الآمر بالجحود وكفر النعمة والشرك بالله.
وكذلك بعد ذكر نعمة الأنعام في سورة النحل يقول تعالى: {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُون} [3] ويقول تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [4]، فمقابل هذه النعم يجب على العباد الإسلام لله وحده والدخول في دينه وعبادته وحده لا شريك له، وذم الله الذين يكفرون بعد تعريفهم نعمه.
وكذلك يقول تعالى بعد ذكره نعمة الأنعام في سورة الزخرف: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ} [5]، أي قابلوا هذه النعم بالكفر لها وجحودها [1] سورة الأنعام آية 142. [2] انظر تفسير الطبري 8/62 وتفسير ابن كثير 2/182. [3] سورة النحل آية 81. [4] سورة النحل آية 83. [5] سورة الزخرف آية 15.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 251