2) الحسن بن علي رضي الله عنه:
هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن بنته فاطمة الزهراء وريحانته، وأشبه خلق الله به في وجهه ولد للنصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه وسماه حسناً، وهو أكبر ولد أبويه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حباً شديداً حتى كان يقبل زبيبته1 وهو وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه، وربما جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره فيقره على ذلك ويطيل السجود من أجله وربما صعد إلى المنبر2 "وكانت فاته رضي الله عنه سنة خمسين من الهجرة بالمدنية النبوية"3.
وقد وردت أحاديث كثيرة في بيان مناقبه رضي الله عنه منها ما وردت فيه منقبة خاصة به، ومنها ما فيه منقبة مشتركة بينه وبين أخيه الحسين وكذلك الحسين رضي الله عنه وردت له مناقب انفرد بها ومناقب أخرى اشترك فيها مع أخيه الحسن وسأبدأ بذكر طائفة من المناقب التي انفرد بها: كل واحد منهما، ثم أعقب ذلك بذكر طائفة من المناقب التي اشتركا فيها معاً رضي الله عنهما، فمن المناقب التي انفرد بها الحسن رضي الله عنه:
1- ما رواه البخاري بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: عانق النبي صلى الله عليه وسلم الحسن4.
وروى البخاري بإسناده إلى أبي بكر رضي الله عنه قال سمعت النبي
1ـ زبيبته: الزبيبة زبدة ترى في شدق الإنسان إذا أكثر الكلام، وقيل: قرحة سوداء تظهر على الجبين، انظر لسان العرب 1/445.
2ـ البداية والنهاية 8/36، وانظر الاستيعاب على حاشية الإصابة 1/368-377، صفة الصفوة 1/758-76، حلية الأولياء 2/35، الإصابة 1/327-330، سير أعلام النبلاء 3/245.
3ـ صفة الصفوة 1/762، الإصابة 1/330، فتح الباري 7/95.
4ـ صحيح البخاري 2/305.