نام کتاب : عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي نویسنده : صالح بن عبد الله العبود جلد : 1 صفحه : 11
بعمل القليل منه مشروع وأكثر مبتدع لا يكاد يؤثر في صلاحه إلا القليل، أو أن يكدح بنظره كدح المتفلسفة، فتذوب مهجته في الأمور الطبيعية والرياضية وإصلاح الأخلاق حتى يصل إن وصل بعد الجهد الذي لا يوصف إلى نزر قليل مضطرب، لا يروي غليلا ولا يشفي عليلا، ولا يغني من العلم الإلهي شيئا، باطله أضعاف حقه - إن حصل وأنى له ذلك مع كثرة الاختلاف بين أهله، والاضطراب، وتعذر الأدلة عليه والأسباب"[1].
فأنعم الله عليهم بأن بعث إليهم نبي الهدى ورسول الرحمة بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأظهر الله دينه وجمع عليه المسلمين أمة واحدة، اجتمعت قلوبهم على الصراط المستقيم، وألف بينهم الإسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم: ولو أنفق جميعاً ما في الأرض ما ألف بين قلوبهم ولكن الله ألف بينها بهذه النعمة العظمى، رسوله ودينه.
قال الله تعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألفَ بينهم إنه عزيز حكيم} [2].
ولما قبض الله رسوله إليه وتوفاه، لم تزل الأمة المسلمة مجتمعة على دينه الباقي واجتمعت على خليفته أبي بكر، حين بين لهم الحق، وأزاح [1] اقتضاء الصراط المستقيم، مخالفة أصحاب الجحيم ص 2، 3. [2] الأنفال: 62، 63.
نام کتاب : عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي نویسنده : صالح بن عبد الله العبود جلد : 1 صفحه : 11