نام کتاب : عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي نویسنده : صالح بن عبد الله العبود جلد : 1 صفحه : 490
استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل، وهما مفتاح كل شر، ويصدر عنهما الهم والحزن، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال، فمصدرها كلها عن العجز والكسل، وعنونها "لو " فإن المتمني من أَعجز الناس وأفلسهم وأصل المعاصي كلها العجز فإن العبد يعجز عن أسباب الطاعات وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي وتحول بينه وبينها، فجمع في هذا الحديث الشريف أصول الشر وفروعه، ومبادئه وعاداته، وموارده ومصادره، وهو مشتمل على ثمان خصال، كل خصلتين قرينتان، فقال: "أعوذ بك من الهم والحزن " وهما قرينتان، فإن المكروه الوارد على القلب إما أن يكون سببه أمراً ماضياً، فهو يحدث الحزن، وإما توقع مستقبل، فهو يورث الهم - وكلاهما من العجز، فإن ما مضى لا يدفع بالحزن بل بالرضى والحمد، والصبر والإيمان بالقدر وقول العبد: "قدر الله وما شاء فعل " وما يستقبل بل يدفع بالهم، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه، فلا يعجز عنه، وإما أن لا يكون له حيلة، فلا يجزع منه، ويلبس له لباسه من التوحيد والتوكل والرضى بالله رباً فيما يحب ويكره، والهم والحزن يضعفان العزم، ويوهنان القلب، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد فيما ينفعه، فهما حمل ثقيل على ظهر السائر. انتهى بتصرف قليل[1].
ويعتقد أن ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله يهد [1] مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة كتاب التوحيد، باب ما جاء في اللو ص 130، 131، والقسم الرابع، مختصر زاد المعاد ص 124- 125.
نام کتاب : عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي نویسنده : صالح بن عبد الله العبود جلد : 1 صفحه : 490