الثالثة عشرة: معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم، حتى عند عبدة الأوثان.
قوله: " وقالوا للآخر: قرب. قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل " ففيه بيان فضيلة التوحيد والإخلاص[1]. [1] في قرة العيون: ففيه معرفة قدر الشرك في قلوب أهل الإيمان ونفرتهم عنه وصلابتهم في الإخلاص, كما في حديث أنس الذي في البخاري وغيره الآتي - إن شاء الله تعالى -: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان" , وفيه: "وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار". وفيه: تفاوت الناس في الإيمان؛ لأن هذا الرجل الذي قرب الذباب لم يكن له عمل يستحق به دخول النار قبل ما فعله مع هذا الصنم, كما هو ظاهر الحديث والله أعلم.