باب: ما جاء في "لو"
...
باب: " ما جاء في اللّوِّ"
وقول الله تعالى: {يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [1].
قوله: "باب ما جاء في اللو".
أي من الوعيد والنهي عنه عند الأمور المكروهة، كالمصائب إذا جرى بها القدر لما فيه من الإشعار بعدم الصبر والأسى على ما فات، مما لا يمكن استدراكه، فالواجب التسليم للقدر، والقيام بالعبودية الواجبة وهو الصبر على ما أصاب العبد مما يكره. والإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان الستة. وأدخل المصنف -رحمه الله- أداة التعريف على "لو"، وهذه في هذا المقام لا تفيد تعريفا كنظائرها؛ لأن المراد هذا اللفظ كما قال الشاعر:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدا بأعباء الخلافة كاهله
وقوله: "وقول الله عز وجل: {يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} ".
قاله بعض المنافقين يوم أحد؛ لخوفهم وجزعهم وخورهم.
قال ابن اسحاق: فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير: " لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف [1] سورة آل عمران آية: 154.