responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    جلد : 1  صفحه : 77
قتلني فلان " اهـ من الدر[1].
قال المصنف: وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار " [2] رواه البخاري [3].
قال ابن القيم - رحمه الله -: "الند الشبيه، يقال: فلان ند فلان، وند يده، أي مثله وشبيهه" اهـ. قال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [4].
ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار " [5].
قوله: " من مات وهو يدعو من دون الله ندا" أي يجعل لله ندا في العبادة، يدعوه ويسأله ويستغيث به دخل النار.
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله -:
والشرك فاحذره فشرك ظاهر ... ذا القسم ليس بقابل الغفران
وهو اتخاذ الند للرحمن أيا ... كان من حجر ومن إنسان
يدعوه، أو يرجوه ثم يخافه ... ويحبه كمحبة الديان
واعلم أن اتخاذ الند على قسمين:
الأول: أن يجعله لله شريكا في أنواع العبادة أو بعضها كما تقدم، وهو شرك أكبر.
والثاني: ما كان من نوع الشرك الأصغر كقول الرجل: ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت. وكيسير الرياء، فقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم لما قال له رجل: " ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده " [6]رواه أحمد وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجه. وقد تقدم حكمه في باب فضل التوحيد.

[1] صحيح: أبو يعلى ص (19, 20) مصورة المكتب الإسلامي. وابن المنذر كما في الدر المنثور (4/54) . والحديث صححه الأرناؤوط في تخريج مسند أبي بكر (17) وذلك لشواهده الكثيرة.
[2] البخاري: تفسير القرآن (4497) , وأحمد (1/462) .
[3] في قرة العيون: وهذا الحديث فيه التحذير من الشرك أيضا والتخويف منه. والند: المثل والشبيه, فمن دعا ميتا أو غائبا وأقبل عليه بوجهه وقلبه رغبة إليه ورهبة منه سواء سأله أو لم يسأله فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله, ولهذا حرم الله تعالى اتخاذ الشفعاء وأنكره على من فعل ذلك أشد الإنكار؛ لكونه ينافي الإخلاص الذي هو إقبال القلب والوجه للشفيع في كل ما يخافه العبد ويرجوه ويتقرب به ويدين به. ومن المعلوم أنه إذا التفت للشفيع يسأله فقد أعرض بوجهه وقلبه عن الله تعالى وذلك ينافي الإخلاص. ويأتي بيان ذلك في باب الشفاعة إن شاء الله تعالى.
[4] سورة البقرة آية: 22.
[5] مسلم: الإيمان (93) , وأحمد (3/325 ,3/344 ,3/374 ,3/391) .
[6] حسن: أحمد (1/214 , 224 , 283 , 347) والبخاري في الأدب المفرد (783) والنسائي في عمل اليوم والليلة (995) . وابن ماجة: كتاب الكفارات (2117) : باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت. من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وحسنه الأرناؤوط في تخريج مسند أبي بكر (ص55) . وحسنه الألباني في الصحيحة (139) .
نام کتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست