responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 92
الْحق بِنَا غنية عَن مَعْرفَته فِي أَكثر الامور فَإِن جملَة التواريخ والاخبار الَّتِي كَانَت وستكون الى منقرض الْعَالم اَوْ هِيَ كائنة وَاقعَة الْيَوْم فِي الْعَالم يتَكَلَّم فِيهَا بِنَصّ واثبات وَالْحق وَاحِد وَلَا حَاجَة بِنَا الى مَعْرفَته وَهَذَا كَقَوْل الْقَائِل ملك الرّوم الان قَائِم ام لَا وَالْحق احدهما لَا محَالة مَا تَحت قدمي من الارض بعد مُجَاوزَة خَمْسَة اذرع حجر اَوْ تُرَاب وَفِيه دود ام لَا وَالْحق احدهما لَا محَالة وَمِقْدَار كرة الشَّمْس اَوْ زحل ومسافتهما مائَة فَرسَخ ام لَا وَالْحق احدهما وَهَكَذَا مساحات الْجبَال والبلاد وَعدد الْحَيَوَانَات فِي الْبر وَالْبَحْر وَعدد الرمل فَهَذِهِ كلهَا فِيهَا حق وباطل وَلَا حَاجَة الى مَعْرفَتهَا بل الْعُلُوم الْمَشْهُورَة من النَّحْو وَالشعر والطب والفلسفة وَالْكَلَام وَغَيرهَا فَمِنْهَا حق وباطل وَلَا حَاجَة بِنَا الى أَكثر مَا قيل فِيهَا بل الَّذِي نسلم انه لَا بُد من مَعْرفَته مَسْأَلَتَانِ وجود الصَّانِع تَعَالَى وَصدق الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَذَا لَا بُد مِنْهُ ثمَّ إِذا اثْبتْ صدق الرَّسُول فالباقي يتَعَلَّق بِهِ تقليدا اَوْ علما بِخَبَر الْمُتَوَاتر اَوْ ظنا بِخَبَر الْوَاحِد وَذَلِكَ من الْعُلُوم كَاف فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمَا عداهُ مُسْتَغْنى عَنهُ أما وجود الصَّانِع وَصدق الرَّسُول فطريق مَعْرفَته النّظر فِي الْخلق حَتَّى يسْتَدلّ بِهِ على الْخَالِق وَفِي المعجزة حَتَّى يسْتَدلّ بهَا على صدق الرَّسُول وَهَذَانِ لَا حَاجَة فيهمَا الى معلم مَعْصُوم فان النَّاس فِيهِ قِسْمَانِ قسم اعتقدوا ذَلِك تقليدا وسماعا من ابويهم وصمموا عَلَيْهِ العقد قاطعين بِهِ وناطقين بقَوْلهمْ لَا اله إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غيربحث عَن الطّرق البرهانية وَهَؤُلَاء هم الْمُسلمُونَ حَقًا وَذَلِكَ الِاعْتِقَاد يكفيهم وَلَيْسَ عَلَيْهِم

نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست