responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 93
طلب طرق الْبَرَاهِين وعرفنا ذَلِك قطعا من صَاحب الشَّرْع فانه كَانَ يَقْصِدهُ اجلاف الْعَرَب واغمار اهل السوَاد وَالْجُمْلَة طَائِفَة لَو قطعُوا ارابا لم يدركوا شَيْئا من الْبَرَاهِين الْعَقْلِيَّة بل لَا يبين تمييزهم عَن الْبَهَائِم الا بالنطق وَكَانَ يعرض عَلَيْهِم كلمة الشَّهَادَتَيْنِ ثمَّ يحكم لَهُم بالايمان ويقنع مِنْهُم بِهِ وامرهم بالعبادات فَعلم قطعا ان الِاعْتِقَاد المصمم كَاف وان لم يكن عَن برهَان بل كَانَ عَن تَقْلِيد وَرُبمَا كَانَ يتَقَدَّم اليه الاعرابي فيحلفه انه رَسُول الله وانه صَادِق فِيمَا يَقُول فَيحلف لَهُ ويصدقه فَيحكم بِإِسْلَامِهِ فَهَؤُلَاءِ اعني المقلدين يستغنون عَن الإِمَام الْمَعْصُوم
الْقسم الثَّانِي من اضْطربَ عَلَيْهِ تَقْلِيده إِمَّا بتفكر وَإِمَّا بتشكيك غَيره إِيَّاه أَو بتأمله بِأَن الْخَطَأ جَائِز على آرائه فَهَذَا لَا ينجيه الا الْبُرْهَان الْقَاطِع الدَّال على وجود الصَّانِع وَهُوَ النّظر فِي الصنع وعَلى صدق الرَّسُول وَهُوَ النّظر فِي المعجزة وليت شعري مَاذَا يُغني عَنْهُم إمَامهمْ الْمَعْصُوم أيقول لَهُ اعْتقد ان للْعَالم صانعا وان مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَادِق تقليدا لي من غير دَلِيل فَانِي الامام الْمَعْصُوم اَوْ يذكر لَهُ الدَّلِيل فينبهه على وَجه دلَالَته فان كَانَ سومه التَّقْلِيد فَمن أَي وَجه يصدقهُ بل من ايْنَ يعرف عصمته وَهُوَ لَيْسَ يعرف عصمَة صَاحبه الَّذِي يزْعم انه خَلِيفَته بعد دَرَجَات كَبِيرَة وان ذكر الدَّلِيل افْتقر المسترشد الى ان ينظر فِي الدَّلِيل ويتأمل فِي ترتيبه وَوجه دلَالَته ام لَا فان لم يتَأَمَّل فَكيف يدْرك دون النّظر والتأمل وَهَذِه الْعُلُوم لَيست ضَرُورِيَّة وان تَأمل وادرك نتاج الْمُقدمَات الضرورية المنتجة الْمَطْلُوبَة بتأمله وَخرج بِهِ عَن حد التَّقْلِيد هـ فَمَا الْفرق بَين ان يكون المنبه لَهُ على وَجه الدّلَالَة ونظم الْمُقدمَات

نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست