نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 88
وقصر ذلك على الله، وذلك في فاتحة الكتاب: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} [1] ، أي: إياك نعبد لا غيرك، وإياك نستعين لا بغيرك، ولا يخفى أن تقديم المعمول يفيد الحصر، فاشتملت هاتان الكلمتان على نوعي التوحيد؛ توحيد الإلهية، وهو الغاية وهو فعل العبد {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} هو الوسيلة والمعين هو الله وحده. فالاستعانة بغيره فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك في الإلهية والربوبية، وقوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ} [2] ، أي: في ذلك كله. قال العماد ابن كثير في تفسيره [3] : (أي قصدي ونيتي وعزمي) .
قلت: فتناول هذه الآية أعمال العبد باطنها وظاهرها، وإن ذلك كله لله وحده لا يستحق غيره منه [4] قليلاً ولا كثيراً. قال الله [5] تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّه} [6] .
قال العماد ابن كثير [7] –رحمه الله – في تفسيره: {مُتَشَاكِسُونَ} ، أي: متنازعون [8] في ذلك العبد المشترك بينهم، {وَرَجُلاً سَلَماً [9] لِرَجُلٍ} خالصاً [1] سورة الفاتحة، الآية: 5. [2] سورة الأنعام، الآيتان: 162و 163. [3] انظر (2/198) . [4] في "م" و "ش": " ... منه غيره". [5] سقط لفظ الجلالة "الله"من: "ش". [6] سورة الزمر، الآية: 29. [7] انظر "تفسير ابن كثير": (2/214) . [8] في مطبوعة "تفسير ابن كثير" "يتنازعون". [9] في مطبوعة "تفسير ابن كثير" "أي سالماً".
نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 88