المبحث الثاني: وجوب إفراد الله تعالى بتوحيد العبادة
لقد وردت آيات كثيرة في السورة كلها توجب على العباد أن يفردوا الله بتوحيد العبادة، ويخصوه بها وحده دون سواه.
قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. أَلا لله الدِّينُ الْخَالِصُ} .
وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} .
وقال تعالى: {قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي. فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} .
وقال تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} .
وقال تعالى: {بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} .
هذه الآيات الكريمة من السورة تقرر أنه ـ سبحانه ـ هو الذي يستحق أن توجه له العبادة بجميع أنواعها الإعتقادية والقولية والعملية وليس لأحد سواه كائناً من كان أي شيء من أنواع العبادة، كما تقرر أن أي نوع من أنواع العبادة لم يوجه لله، أو وجه له، ولكن فيه شركة لغيره معه، فإنه باطل، وغير مقبول، لأن الله ـ تعالى ـ لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وأن من عمل أي عملٍ لله، وأشرك معه فيه غيره من المخلوقين كائناً من كان فإن الله يتركه وشركه، لأنه ـ سبحانه ـ أغنى الشركاء عن الشرك.
فالآيات المتقدمة عددها ثمان آيات كلها دلت على وجوب إفراد الله ـ تعالى ـ بتوحيد العبادة وتجريدها له وحده دون سواه.