فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} 1.
فأخبرنا تعالى بأن جميع المخلوقات التي يحويها هذا الكون من شمس وقمر ونجوم وجبال وشجر ودواب وكثير من الناس خاضعة لله مطيعة له كلها عبد لديه مفتقرة إليه فلا يصح عبادة شيء منها ألبتة.
قال العلامة ابن كثير: "يخبر ـ تعالى ـ أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد له لعظمته كل شيء طوعاً وكرهاً"2.
5ـ عبادة الملائكة:
لقد افترى عبدة الشياطين أنهم يعبدون الملائكة على حسب زعمهم لكن من المقطوع به والمعلوم بالضرورة من الأدلة القرآنية أن هؤلاء عبدوا المردة من الشياطين.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن تلاعبه ـ أي الشيطان ـ بهم أن زين لقوم عبادة الملائكة فعبدوهم بزعمهم ولم تكن عبادتهم في الحقيقة لهم ولكن كانت للشياطين فعبدوا أقبح خلق الله وأحقهم باللعن والذم قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} 3.
وقال تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً} 4 قال ابن عباس رضي الله عنهما {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً} قال: هو شيطان في الصنم، في كل صنم شيطان يتراءى لسدنته فيكلمهم.
وقال أبي بن كعب5: مع كل صنم جنية.
1- سورة الحج آية: 18.
2- تفسير ابن كثير 4/622.
3- سورة سبأ آية: 40 ـ 41.
4- سورة النساء آية: 117.
5- هو أبي بن كعب بن قيس أبو المنذر الأنصاري الخزرجي أقرأ الصحابة وسيد القراء توفي بالمدينة في سنة تسع عشرة هجرية الإصابة 1/31، تذكرة الحفاظ 1/16 شذرات الذهب 1/31.