وقال تعالى مبيناً شدة النار التي أعدها للظالمين {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} 1.
قال ابن عباس: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} قال: "حائط من نار"2.
وقال تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ} 3.
وقال ابن كثير حول هذه الآية "ذكر ـ تعالى ـ عقاب الكفار وثواب الأبرار فقال: بعد إخباره عن حال المشركين وما هم عليه من الكفر والشرك {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: بأيدي المؤمنين ـ قتلاً وأسراً ـ {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ} أي: المدخر مع هذا الخزي في الدنيا "أشق" أي: من هذا بكثير كما قال صلى الله عليه وسلم: للمتلاعنين "إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"4. وهو كما قال صلوات الله وسلامه عليه فإن عذاب الدنيا له انقضاء وذاك دائم أبداً في نار هي بالنسبة إلى هذه سبعون ضعفاً، ووثاق لا يتصور كثافته وشدته" أ. هـ5.
وقال تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} 6.
قال ابن عباس: ظل من دخان.
وقال مجاهد: ظل من دخان جهنم وهو السموم.
وقال أبو مالك: اليحموم ظل من دخان جهنم.
وقال الحسن وقتادة: في قوله: {لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} 7 لا بارد المدخل ولا كريم المنظر.
1- سورة الكهف آية: 29.
2- تفسير القرآن العظيم 4/384.
3- سورة الرعد آية: 34.
4- رواه مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 2/1131 والدارمي في سننه 2/151.
5- تفسير القرآن العظيم 4/97 ـ 98.
6- سورة الواقعة آية: 41 ـ 44.
7- سورة الواقعة آية: 44.