نام کتاب : مدخل في علوم القراءات نویسنده : السيد رزق الطويل جلد : 1 صفحه : 264
وهنا أريد أن أسأل: إذا كان القرآن الكريم قد حظي بهذا الاضطراب وحده، فماذا تقول في نص التوراة أو الإنجيل؟ وهما لم يدونا إلا بعد عصر الرسولين الكريمين موسى وعيسى عليهما السلام بقرون؟!! وهل تستطيع بمنهج العلم الذي تحتكم إليه أن تقطع بصحة النصين، وأنهما المنزلان من السماء دون تحريف أو تبديل؟!
وأخيرًا أضيف إلى ما سبق.
هناك قراءات يحتملها الرسم، صحيحة في اللغة، ولكن لم يقرأ بها؛ إذ لم يكن لها سند صحيح يعتد به.
من ذلك ما جاء في تفسير البحر المحيط: قال ابن عطية: "أجمع القراء على ضم الميم من "مُكث" في قوله تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} [1]. واللغة تجيز في الميم من "مُكث" الضم والفتح والكسر[2] لكن القراء لم يقرءوا إلا بضم الميم[3].
وكذلك يجوز في اللغة خَطِفَ يخطَف، وخَطَف يخطِف، ولكن القراء لم يقرءوا إلا: "يخطَف"، وخطَف من باب علم. قال أبو علي الفارسي: "ولا نعلم أحدًا قرأ الأخرى"[4].
وفي هذا دليل آخر على أن احتمالات الرسم ليست هي سبب اختلاف القراءات.
وقد اعتد أعلام النحو بالنقل والرواية وصحة السند، ولو كان توجيهها النحوي غير قوي. [1] سورة الإسراء: 106. [2] البحر المحيط ج6 ص88. [3] الإتحاف ص287. [4] الحجة لأبي على الفارسي ج1 ص365.
نام کتاب : مدخل في علوم القراءات نویسنده : السيد رزق الطويل جلد : 1 صفحه : 264