نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 221
وقد يظن بعض المسلمين أن في ذلك ترقيا للإنسان وتزكية للإسلام؛ لأنهم يزعمون أن البشرية لما كانت في حال من التأخر كانت تعبد آلهة متعددة، ولما ترقت وتقدمت أصبحت تعبد إلها واحدا، فنشأت ديانات التوحيد. يظنون ذلك ويدافعون عنه، مع أنه -كما رأينا- يناقض نصوص القرآن الكريم والسنة والنبوية, ويخالف الواقع والمنطق والعقل[1].
أنواع توحيد الرسل والأنبياء:
وبعد أن انتهينا إلى أن جميع الرسل -عليهم الصلاة والسلام- قد بعثهم الله تعالى بدعوة التوحيد، فينبغي أن نؤكد هنا على أن التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه, نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد.
وهذا باعتبار ما يجب على الموحِّد؛ فأحيانا يطلب منه مجرد العلم والمعرفة, وأحيانا يطلب منه توجيه القصد والإرادة وإخلاص العبادة لله.
فالأول: هو إثبات حقيقة ذات الرب -تبارك وتعالى- وصفاته، وأفعاله، وأسمائه، وعلوه فوق سمواته على عرشه، وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده، وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمه. وقد أفصح القرآن الكريم عن هذا النوع من التوحيد كل الإفصاح، كما في أول سورة "الحديد" و"طه" وآخر "الحشر" وأول سورة "السجدة" و"آل عمران" وسورة "الإخلاص" كلها، وغير ذلك من الآيات والسور. [1] انظر بالتفصيل: "مجموع فتاوى شيخ الإسلام": 20/ 106-112، 28/ 603-605، "في ظلال القرآن"، المجلد الثالث ص1304-1306، 1394، "مقومات التصور الإسلامي" ص84-100، "الدين" للدكتور محمد عبد الله دراز ص106 وما بعدها، "مدخل إلى الثقافة الإسلامية"، ص176-182، "العقيدة في الله"، ص243-252, "نشأة الدين" ص178 وما بعدها.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 221