نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 222
والنوع الثاني: وهو توحيد الطلب والقصد، بإفراد الله تعالى بالعبادة قولا وقصدا وفعلا. وقد أفاض القرآن الكريم في بيان هذا النوع، كما في سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وسورة "آل عمران"، وأول سورة "يونس" وأوسطها وآخرها، وأول سورة "الأعراف" وآخرها، وجملة من سورة "الأنعام".
وغالب سور القرآن الكريم، بل كل سورة فيه متضمنة لنوعي التوحيد، شاهدة به, داعية إليه:
1- فإن القرآن الكريم، إما خبر عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله، فهو التوحيد العلمي الخبري، أو توحيد المعرفة والإثبات.
2- وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي، أو توحيد القصد والطلب.
3- وإما أمر ونهي، وإلزام بطاعته في أمره ونهيه، فذلك من حقوق التوحيد ومكمّلاته.
4- وإما خبر عن إكرام الله لأهل التوحيد، وما فعل بهم في الدنيا، مع ما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء التوحيد.
5- وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحلّ بهم في الآخرة من العذاب، فهو خبر عن جزاء من خرج عن حكم التوحيد.
وبهذا, فالقرآن الكريم كله في التوحيد، وحقوقه وجزائه، وجزاء من انحرف عنه وخرج عن حكمه[1].
1 "مدارج السالكين"، 3/ 449، 450، "شرح الطحاوية" ص89، 90، "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" ص36-39، "دعوة التوحيد" 12.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 222